تبنت معظم دول العالم الكثير من الخطط والحزم الجديدة وذلك لمعاقبة روسيا بعد إعلان حربها على أوكرانيا، ومن بين الأساليب المستخدمة في عقاب روسيا هو استبعادها من نظام خدمة السويفت المصرفي الدولي، حيث أن هذا العقاب سيزيد من حجم عزلة روسيا عن النظام المالي العالمي، وقد تم تأسيس خدمة السويفت في سبعينيات القرن العشرين، والتي تضم أكثر من 11 ألف منظمة بنكية من أكثر من 200 دولة حول العالم، وقد يترتب على استبعاد روسيا من نظام السويفت إلى شل حركة الاستثمار أون لاين والتجارة في مختلف دول العالم، ومن خلال الأسطر التالية سوف نقوم بذكر كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن، فتابع معنا.
استبعاد روسيا من خدمة نظام السويفت
بعد أن استخدمت الكثير من الدول الأوربية الأساليب المختلفة في عقاب روسيا بعد إعلانها الحرب على أوكرانيا تلجأ إلى أسلوب عقاب جديد وهو استبعاد روسيا من خدمة نظام السويفت للتعامل المالي الدولي، وذلك بسبب تفاقم الأمر بين روسيا وأوكرانيا، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم تطبيق هذا القرار بشكل فعلي، ويرجع السبب في ذلك في أنه هذا النوع من العقاب محفوف بعدة مخاطر، وذلك لأن هذا العقاب قد ينال من الكثير من الدول الأوربية نفسها، وذلك لأن العديد من هذه الدول تربطها تعاملات اقتصادية واسعة مع روسيا.
وقد لجأ الكثير من المسؤليين الأوربيون إلى ضرورة تطبيق عقوبة استبعاد روسيا من السويفت، كنوع من العقاب لها بسبب حربها على أوكرانيا، ولكن على الصعيد الأخر صرح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأن جو بايدن إن هذا العقاب مازال مطروحاً على الطاولة للنقاش، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم الموافقة عليه من قبل الكثير من الدول الأوربية والتي سوف يؤثر عليها اقتصاديا استبعاد روسيا من خدمة السويفت بسبب ما يربطها بها من تعاملات اقتصادية.
وتعتبر ألمانيا من أكثر الدول التي تخاف من هذا القرار والتي لم توافق عليه حتى الآن، هذا بالإضافة إلى أنها تنادي بدعوة للصلح وإيقاف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفي الوقت نفسه صرحت برلين بأنها لا تعارض تطبيق القرار ولكنها تفكر في الأضرار التي قد تلحق بها بسبب تطبيق هذا القرار.
ولقد صرح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه يجب ألا يكون استبعاد روسيا من خدمة نظام السويفت من أساليب العقاب التي تعاقب بها، وذلك لأن تطبيق هذا القرار سوف يلحق الضرر بالكثير من الدول الأوربية، وذلك بسبب الحجم الكبير للتعاملات الاقتصادية لروسيا مع مختلف الدول على مستوى العالم، وعلى الصعيد الأخر جاء التأييد لهذا القرار من قبل أكثر من دولة يأتي على رأس هذه القائمة فرنسا وبريطانيا.
ما هو نظام السويفت، ومانتيجة تطبيق قرار منع روسيا من التعامل معه؟
صرح سليمان العساف الخبير الاقتصادي بأن تم تأسيس نظام السويفت في عام 1973 ، وبدء استئناف نشاطه بشكل فعلي في عام 1977، ويرجع السبب في ذلك تطور التجارة العالمية بالإضافة إلى نموها بشكل سريع.
ويوفر نظام السويفت الكثير من المميزات، والتي يتمثل أهمها فيما يلي:-
- توفر نظام حماية عالي الجودة، هذا بالإضافة إلى سرعتها العالية في تنفيذ العمليات.
- يعد أقل تكلفة في التحويل من بين الأساليب الأخرى.
- يقوم بتقديم الخدمات لأكثر من 200دولة حول العالم.
- يوجد له الكثير من آلاف المؤسسات البنكية حول العالم.
- يقوم نظام السويفت على تطبيق أوامر العملاء بين العمليات المالية مع الجهات المتداخلة هذا بالإضافة إلى التصديق عليها مثل ما يتم في التحويلات النقدية والتسويات المالية.
- يقوم بالتصديق على تنفيذ العمليات التي يتم تداولها، والتي يتم تسويتها بين الأطراف المشتركة.
ووفقا لم صرح به العساف فإنه عندما يتم عزل أي دولة عن نظام السويفت فإنه يشل حركتها في إرسال واستقبال الأموال، والذي يترتب عليه التأثير على العمليات في الاستيراد والتصدير، هذا بالإضافة إلى أنه يعوق حركتها في كافة الأنشطة الاقتصادية.
تداعيات صعبة
وذلك في ظل تطبيق عقاب عزل روسيا عن خدمة السويفت، والذي يعني أنه يستحيل إرسال الأموال إلى روسيا، والذي يترتب عليه أن تقع الشركات الروسية وعملائها في مأزق لا يمكنها الخروج منه، وسوف يقع في هذه المشكلة الكثير من الدول الأوربية وفي نفس المأزق ، ومن ثم فإنه يترتب عليه حدوث أزمة كبيرة تتأثر بها الصادرات من الطاقة، ويرجع السبب في ذلك في أن خدمة السويفت وهي عبارة عن ( جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك) في ربط الرسائل وتبادلها وكذلك المعلومات بين مختلف وجميع أسواق المال وذلك من خلال البنوك التي تتولى مسؤلية تنفيذ العمليات من الكثير من الدول المختلفة، لذلك فإن السويفت يقوم بتغطية مختلف التعاملات المالية والمصرفية والتي يتم إجرائها بين البنوك والمؤسسات المالية.
وصرح خبراء الاقتصاد بأن استبعاد أي دولة من نظام خدمة السويفت يعني أنه يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة للدولة، ويرجع السبب في ذلك في أنه أداة ضغط على الدولة في نظامها الاقتصادي، وهو ما حدث مع إيران في عام 2012 ، وذلك بناء على العقوبات الدولية التي لحقت بها بسبب برنامجها النووي والذي أدي إلى خسارة طهران نصف العائد من إيرادها من تصدير النفط.
وهو نفس الأمر الذي يناقش تطبيقه مع روسيا، ولكن أعلنت روسيا أنه في حالة أي استبعاد لها من نظام السويفت فإنه سيكون بمثابة إعلان للحرب، وحينها سوف ترد عسكرياً.
الموقف الألماني
صرح الدكتور طارق الرفاعي الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الإستيراتيجية في تصريحات أحد المواقع الإخبارية وهو فصل روسيا عن خدمة السويفت ما زال قرار مطروح لكن يواجه الكثير من الانتقادات من الداخل من قبل الدول الأوربية والتي يأتي على رأسها ألمانيا، وذلك بسبب العلاقات الاقتصادية الكبيرة بين الدولتين والتي يتسبب عزل روسيا عن السويفت في عرقلتها، ومن ثم فإن ألمانيا حتى الآن لم تبت في الأمر.
نظام روسي بديل
وهو بمثابة استعداد مبكر من روسيا بسبب تهديدها بشكل مستمر من استبعادها من خدمة سويفت، ويرجع السبب في ذلك في أنها في عام 2014 قامت روسيا بعمل نظام يسمى بـ أس بي أف أس، وهو عبارة عن نظام قام بإنشاؤه البنك المركزي الروسي، وتم اعتماد هذا النظام في عام 2017 كبديل لنظام السويفت، هذا بالإضافة إلى أن روسيا قامت بعمل شبكة إنترنت خاصة بها.
وقام دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بالتعليق منذ عدة أسابيع مضت بموقفه بشأن تهديد روسيا بعزلها عن خدمة السويفت، قائلا أن التهديدات الغربية المستمرة دفعت روسيا لإنشاء نظام خاص بها لنقل المعلومات الخاصة بتعاملاتها، وذلك تحسب لأي ظرف طارئ، هذا بالإضافة إلى إنشاء شبكة إنترنت خاصة بروسيا تحسباً لأي طوارئ أيضاً.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بنظام السويفت، ومعاقبة روسيا بعزلها عنه، والحلول البديلة لدى روسيا في حال تنفيذ القرار، ونود أن نكون قد قدمنا لكم كل ما تودون معرفته حول هذا الموضوع.
Social media junkie. Zombie fanatic. Travel fanatic. Music obsessed. Bacon expert.